يعتبر المنهج العلمي منهاجا ينظم الرؤية العلمية ويتبعه العلماء للوصول إلى الكشف النظرى والعلمى الذى يسعون إليه.
وليس فقط العلماء بل إن المنهج العلمي هو أسلوب حياة يتبع منهاجه رجل الشارع العادى فى الحياة لتنظيم حياته واحتياجاته وطرق تفكيره وعمله.
وإذا دلفنا إلى حقيقة كيف تطور التفكير العلمي ومنهاجه على مر العصور فسنجد أن التفكير العلمي لم يكتمل إلا فى عصر النهضة الأوروبية العلمية الحديثة ولكن اساسياته بدأت مع الإنسان البدائي الأول حيث عن طريق مايسمى بالقياس الفطرى أدت الحاجة بالإنسان البدائي الأول إلى اكتشاف سبيله فى الحياة وهذا أدى به إلى معرفة كيف يطور من المنهج والتفكير العلمي لقضاء احتياجاته الأساسية.
التفكير العلمي يعد موجود من الموجودات فى طبيعة الإنسان منذ خلقه الله سبحانه وتعالى وذلك للحصول على احتياجاته الأساسية من ناحية ومن ناحية أخرى لينظم حياته ويتعمق أكثر في فهم الظواهر والكون من حوله......
وتزداد معلومات وبيانات الإنسان حول الظواهر من حوله على مر العصور فقد تعلم الإنسان منذ بداية الخلق أسس التفكير العلمي وتطورت رويدا رويدا حتى بدأ يزرع الأرض فأدت به الزراعة لأن يعرف اكثر عن الميزان والكيل والحساب ..والحاجة هى التى اضطرته للزراعة لكى يحصل على الطعام ويقضى حاجاته الأساسية......
ثم سافر الإنسان إلى أماكن أخرى بعيدة وتعرف على الظواهر الطبيعية فى أماكن مختلفة واهتدى فى سفره بالنجوم فى السماء واخترع وسائل النقل والترحال ثم استقر فى أماكن أخرى وتعلم العلم والصناعة وبدأ في ابتكار مبتكرات ووسائل آخرى......
لذلك فقد كان التفكير العلمي والتطور الذى ولدته الحاجة لا يزال على مر الأزمان شئ مهم فى الإبتكارات العلمية والممارسات الفكرية دائما......
وترتكز الحضارة وتطور العلم على التفكير العلمي ارتكازا كاملاً حيث عن طريق التفكير والمنهج العلمي يكون الطريق الذى يؤسس للكشف العلمى نظرى أو تطبيقى مما يؤدى إلى تطور العلم وتقدم الحضارة...
ونخلص من كل ماسبق أن الحاجة هى التى أدت بالإنسان إلى تكشف طرق التفكير العلمي..فالحاجة أم الاختراع.. إذن التفكير العلمي مرتبط باحتياجات الإنسان والمجتمع وايضا باهتماماته.. فمثلاً فى اليونان القديمة اهتموا بالحظ والطالع لذا فادى بهم ذلك إلى الاهتمام بعلوم الفلك والنجوم.......
وفى الحضارة الإسلامية كانت الشريعة الإسلامية وعلوم المواريث وتحديد القبلة والجغرافيا هى الدافع لاهتمام علماء المسلمين الأوائل بعلوم الفلك والرياضيات.....
وفى عصور النهضة والتنوير فى أوروبا اهتم الباحثون بالكهرباء والمغناطيسية ليوفروا مصادر جديدة للطاقة حيث كانت تلك هى الحاجة فى ذلك العصر.......
ولذلك فإن العلم يرتبط ارتباطا وثيقا بالتفكير والمنهج العلمي من جهة ويرتبط العلم والتفكير العلمي معا باحتياجات المجتمع والافراد من جهة أخرى......
وكلنا نعلم أن هدف العلم الأساسي الأول هو أن يكشف الواقع والظواهر للعلماء ويسبر أغوار الكون بحقيقة علمية واقعية.....
كما أن العلم النظرى والتطبيقات العلمية هما شيئان متصلان وأهمية التفكير العلمي تأتى فى التوصل إلى الاثنان بحثانظريا وتطبيقيا عمليا.. فالبحث النظرى تتكشف أهميته بعد تطبيقه عمليا واثبات أن التجربة العملية ناجحة نجاحاً موثوقا..........
ولذلك فنحن نلمس فى تقدم الحضارة يوماً بعد يوم رفاهية البشر التى أدت إليها التطبيقات العملية لأبحاث فى علوم مثل الرياضيات والفيزياء والكيمياء والبيولوجيا والجينوم البشرى والهندسة الوراثية.........
ومن هنا نتحقق من أن التفكير والمنهج العلمي له أهميته القصوى فى إخراج البحث النظرى وفى الوصول إلى التطبيق العملي وهو بذلك يعد من أهم العناصر فى تطور العلم وتقدم المدنية والحضارة.....