الاثنين، 19 أغسطس 2019

لماذا اقرا؟ وماذا اقرا؟

قال البرت اينشتين ان الثقافة هى مايتبقى فى ذهنك مما قراته ومما درسته فى سنوات الدراسة اذن فالمصدر الاساسى للثقافة هو القراءة..طبعا هناك مصادر اخرى مثل الاعلام بما يتضمنه من اعلام مرئى ومسموع وايضا الخبرات الحياتية والسفر بما فيه من توسيع للافق واكتساب الثقافات المختلفة ..ولكننا هنا نتحدث عن المصدر الاساسى للثقافة وهو القراءة ..اذن فلنقرا ..ولكن مهلا..ماذا سيعود علينا من القراءة؟ ..الحقيقة القراءة ذات نفع كبير ماديا كان او معنويا فهى تكسبك الثقافة والثقافة ترفع قيمتك المعنوية ومركزك بين الناس وتكسبك احتراما وقد تؤمن مادياتك بان تكفل لك وظيفة وايضا تجعلك مدركا وواعيا لكل الاحداث من حولك سياسية كانت ام اقتصادية ام..ام..الخ..وهناك ماهو اهم وهو ماكتب على مدخل معرض فرانكفورت للكتاب وهى عبارة " القارىء لا يهزم".. فعلا القارىء لا ينهزم عقله بما يحتويه من ثقافة ومعلومات وفهم ومنطق..فمن يمتلك الثقافة يمتلك الدنيا ..ولذلك كان اول مانزل من القران الكريم( اقرا باسم ربك الذى خلق) وقد تكلمت عن تعريف المثقف فى تدوينة سابقة بعنوان  ما تعريف الثقافة ومن هو المثقف ؟.. والقاسم المشترك بين كل الاشخاص الاكثر تاثيرا ونجاحا فى العالم هو متوسط عدد الكتب التى يقراونها فى السنة ..فوجد منذ عدة سنوات حسب بحث اجرته احدى المجلات العالمية ان متوسط عدد الكتب المقروءة بواسطة اكثر الشخصيات الناجحة فى العالم هو٥٠ كتاب فى السنة..بمعدل كتاب واحد اسبوعيا..كما ان اصحاب معدلات الذكاء العالى higher iq society..يتميزون بحبهم للقراءة ويقراون بنهم وكل فرد منهم هو دودة كتب..وهنا يجب ان اشير الى ان القراءة فى حد ذاتها تسمو بروحك مثلها مثل السينما الانسانية الهادفة..كما انها تتميز عن السينما بان السينما تشاهدها لكن الكتاب تقراه فيطلق العنان لخيالك لانك لا تشاهد احداث مثل السينما فتتخيل وانت تقرا..وذلك يشحذ ارهاصات الخيال فى ذهنك ..ويجب ان تعرف ان قراءة الروايات فى حد ذاتها شىء جميل لكن كماقال بعض المفكرين انها لاتعد ثقافة فالثقافة هى ان اقرا كتاب فى تفسير هذه الرواية وكيف صنعت ككتاب فى نقد هذه الرواية مثلا ..فالثقافة هى ان اقرا اصداء الاصداء ل.د.عبد السميع عمر زين الدين وهى تفسر اصداء السيرة الذاتية لسيد الرواية نجيب محفوظ..كما ان هناك ما يسمى reading syndrome..متلازمة القراءة وهى نوع من الخلل فى اختيار ما نقرا وترك قراءات اخرى ..اعنى ان هذه المتلازمة موجودة فى مصر وعالمنا العربى كما انها موجودة فى الخارج ..فالشعب الامريكى معروف انه اكثر شعب قارىء فى العالم ..ولكن ماطبيعة مايقراه ..ان اكثر الكتب مبيعا فى امريكا هى كتب ستيفن كينج فى الرعب والاثارة وجون جريشام فى الروايات القانونية والمحاماة ومايكل كريشتون ولافكرافت وارثر كلارك وهناك ايزاك ازيموف فى الsci-fi او الخيال العلمى..ولكن تقتصر قراءة الروايات العميقة profound novels..على النخبة المثقفة intellectual elite..فلا يوجد من العامة الا قليل من يقرا لفيرجينيا وولف وتينيسى وليامزوارثر ميلر ويوجين اونيل وتونى موريسون ومارك توينوغيرهم..وتجلى ذلك عندنا فى مصر ..جميل ان تقرا لاحمد مراد ومحمد صادق واخرين غيرهم لكن يجب ايضا ان تقرا لادباء الستينات من امثال صنع الله ابراهيم وابراهيم عبد المجيد وبهاء طاهر ويوسف القعيد وجمال الغيطانى وخيرى شلبى وعلى راسهم سيد الرواية نجيب محفوظ..فيجب ان تقرا لهذه الفئة وتلك ايضا..عموما القراءة مرادفة للثقافة وهى ما يجدد عقلك..واخيرا لكى تعرف قيمة القراءة احيلك لرواية عظيمة ل..راى برادبورى وهى ٤٥١ فهرنهايت ..وهى رواية رائعة توضح قيمة الانسان المثقف لامته..فالمثقفون هم حراس تاريخ وعلم وثقافة الشعوب..وربما نتناول هذه الرواية بالشرح والسرد والتحليل فى مقالة اخرى.....