الأربعاء، 16 يوليو 2025

الفجوة المعرفية بين العالم المتقدم والنامى.



لقد نشأت هوة رقمية كبيرة وفجوة معرفية أكبر بين الدول المتقدمة والدول النامية منذ عدة عقود مضت..وهذه الهوة كانت ومازالت اخذة فى الاتساع عبر الزمن حتى بلغت اتساعا كبيراً فى عصرنا الحالي..ويرجع ذلك لاهتمام الدول المتقدمة بالعلم واستهلاك الدول النامية لنتائج ذلك العلم دون الاهتمام به.......

تعد تلك الفجوة مؤثرة تأثيرا بالغا على رفاهية الإنسان وحاجاته وربما احتياجاته البسيطة وتدرجها من الابسط إلى الاعقد...

كما أنها تعطى التقدم لمن له السبق فى الاهتمام بالعلم والإبداع في إخراج نتائجه فى صورة اختراعات واكتشافات تسهل من حياة البشر....

والدول التى تهتم بالعلم ونتائجه هى من لها السبق والكلمة العليا حيث يمكنها العلم من فرض كلمتها نتيجة لامتلاكها احدث التطبيقات التكنولوجية في العلم والمعرفة.....

ولكى يكون للدول النامية السبق في التقدم وتقليل تلك الهوة الرقمية وتقليص الفجوة المعرفية بينها وبين العالم المتقدم يجب أن نعرف لماذا نشأت تلك الفجوة المعرفية من الأساس ؟ وماهى الأسباب التي أدت إلى اتساعها هكذا؟......

يرجع ذلك إلى عدة وسائل قامت بها الدول المتقدمة في طريقها للاهتمام بالعلم الا وهى:

١-توصلت إلى السبيل الأمثل فى التعامل مع التعليم والمنظومة التعليمية بكافة محتوياتها.

٢-ابدعت في فن تعليم العلوم الأساسية في المدارس والجامعات.

٣-اهتمت بإعداد الباحثين العلميين كوسيلة لإنشاء قاعدة علمية كبيرة ذات كفاءات من أجل البحث العلمى.

٤-استحدثت وسائل للربط بين التعليم والبحث العلمي لصنع علماء افذاذ مرموقين.

٥-اهتمت الدول المتقدمة برعاية وتنمية مهارات الموهوبين عقليا والعباقرة فى العلوم الأساسية والمعرفية فى المراحل الأساسية للتعليم والجامعية أيضاً وذلك لبناء كيان علمى بحثى قوى وممتاز.

٦-ادركت تلك الدول أن الغلبة لمن له التفوق التقنى الناتج من البحوث العلمية والرياضية والطبية والمعرفية والتى تؤهل تلك الدول لإنتاج تطبيقات تكنولوجية ذات تأثير فى النفوذ الاقتصادي والعلمى العالمى.

٧-اهتمت تلك الدول فيما يخص التعليم الأساسي بتدريس العلوم الأساسية من فيزياء و كيمياء ورياضيات وبيولوجيا مع ابتكار طرق لتدريس تلك العلوم بشكل يفرز مخرجات لهذا التعليم ليصبحوا نواة للعلماء الكبار فى المستقبل.

٨-طورت الدول المتقدمة طرق ووسائل تحفيز الفضول العلمى وحب البحث والاطلاع لدى الطلاب كما عملت على تنمية مهارة الفهم لديهم ولذلك فإنه بسبب تحفيز الفضول العلمى لدى الطلاب فيما سبق حدثت فى بدايات القرن العشرين طفرات وثورات علمية واكتشافات لنظريات علمية جديدة كان لها أثرها البالغ على تطور العلم وتقدم تلك الدول بشكل كبير ولافت.. فقد صاغ ألبرت اينشتاين النسبية الخاصة والعامة..وتضافرت جهود علماء مثل ايروين شرودنجر وماكس بلانك وهايزنبرج وولفجانج بولى وايسيدور ايسك رابى وغيرهم لصياغة ميكانيكا الكم التى هى أساس كل اكتشافات واختراعات القرن العشرين وعصرنا الحالى.

ولذلك فقد أطلق على القرن العشرين قرن العلوم الأساسية وفى بعض الأحيان قرن الفيزياء وفى أحيان أخرى قرن النسبية....

أما في الدول النامية فلا يعد البحث العلمي أولوية ملزمة حيث لا يعتبر الاهتمام بالعلم شئ ضرورى وهذا خطأ كبير حيث أن الفجوة المعرفية والعلمية ستتسع أكثر وهذا سيؤثر على تطور تلك الدول وتقدمها ومجاراتها للتكنولوجيا الحديثة........

وأدى عدم الإهتمام بالعلم الى انتاج أجيال غير مؤهلة وذات كفاءة رديئة في العلم وسوق العمل حيث يحتاج التعامل مع التطبيقات العلمية معرفة كبيرة وعميقة بالنظريات العلمية التى أدت لظهور تلك التطبيقات.....

وبالطبع أدى ذلك التراكم العلمى والمعرفى إلى عزوف أعداد من الطلاب فى الدول النامية عن دراسة العلوم..وفى بعض الدول النامية أدى ذلك إلى وجود أعباء كبيرة فى عملية طلب العلم.....

وتحتاج الدول النامية إلى أن تهتم إهتماما كبيراً وخاصا بعملية تدريس العلوم الأساسية في المدارس والجامعات والاهتمام برعاية المتفوقين علميا ومعرفيا بشكل خاص وذلك طبقاً لمنظومة متكاملة منظمة تربط بشكل أساسي بين التعليم ومخرجاته من ناحية والبحث العلمي من ناحية أخرى......

تحتاج الدول النامية أيضاً إلى تنفيذ بعض البرامج العلمية مثل الدول المتقدمة.. وتهدف تلك البرامج إلى ترغيب الطلاب في العلم وزيادة وعيهم نحو دراسة العلوم الأساسية..وتشمل تلك البرامج مهرجانات علمية للشباب والطلاب ومسابقات علمية وبرامج وندوات توعوية بأهمية العلم وربما اولمبياد للعلوم والرياضيات والتكنولوجيا كما نجد فى كثير من الدول المتقدمة.......

فى الختام...العلم والاهتمام به هو أساس التقدم والنهضة ولا سبيل إلى التنمية بدون العلم فهو حجر الزاوية لكل اكتشاف واختراع وتطبيق تكنولوجى عظيم.......





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق