إرنست هيمنجواى وجون شتاينبك..من اشهر وأعظم الأدباء فى الأدب الأمريكي والعالمى..صاحبا تأثير كبير على أجيال وأجيال من القراء والنقاد فى الولايات المتحدة الأمريكية والعالم..وهما من الحائزين على جائزة نوبل في الأدب..وجاءت وفاتهما بعد فوزهما بتلك الجائزة بست سنوات تقريباً.. ياللمصادفة الغريبة!...فقد تشاركا فى نفس الوقت تقريباً مابين الفوز بجائزة نوبل حتى ملاقاة المصير المحتوم.....
دعونا ندلف إلى عالمى هذين الكاتبين الكبيرين ونتعرف على ملامح ذلك الأدب الذى جعل منهما ايقونتين فى الكتابة والأدب الأمريكي والعالمى......
إرنست هيمنجواى كاتب له باع فى الكتابة الدرامية والتى تحمل فى طياتها حياة المغامرة والحروب ..ربما كان عالم هيمنجواى الانعزالى هو ما ألهمه بجانب من رواياته ..حيث كان الأبطال دائماً فى صراع فى عالم المغامرة فى العالم الخارجى من ناحية وفى صراع آخر من ناحية أخرى مع وحدتهم فى عالمهم الداخلى......
كانت حياة إرنست هيمنجواى سلسلة من فصول الوحدة والانعزال....وصور ذلك فى شخصيات العديد من رواياته.......
نجد سانتياجو بطل (العجوز والبحر) فى وحدة مع أمواج البحر منعزلا عن اليابسة يصارع تلك الامواج فى غياهب البحر العميق الممتد........
وفى روايات أخرى مثل( لمن تقرع الاجراس) و(The sun also rises)...نجد الأبطال في حالة من الانغماس فى حياة الحروب والمغامرة والصراعات الخارجية مع وحدتهم الداخلية التى يعانون منها أشد المعاناة.......
وفى صراع هيمنجواى مع الوحدة عانى أشد المعاناة كمعاناة أبطاله وربما أكثر....وبعد تاريخ حافل من الكتابة والفوز بجائزة نوبل في الأدب-تلك الجائزة المرموقة أرفع الجوائز العالمية فى الأدب-وبعد معاناة شديدة من المرض والاكتئاب وبعد ست سنوات تقريباً من فوزه بجائزة نوبل فى عام ١٩٥٤م.. أطلق إرنست هيمنجواى النار على نفسه منتحرا فى عام ١٩٦١م لينهى حياته ....حياة كانت مليئة بالكتابة والأدب والنجاحات القصصية...ومليئة أيضاً بالوحدة والعزلة ...التى أدت فى آخر المطاف إلى ارتكابه الخطأ الأعظم فى الحياة ..الاوهو إنهائها بنفسه.........
أما جون شتاينبك فهو اديب عظيم لايقل فخامة أدبية عن إرنست هيمنجواى...ولكنه لم يكتب عن حياة المغامرة ولم تكن الوحدة عائقا وعاملا مؤرقا فى حياته ......
انما هو كاتب كبير اهتم بنقد المجتمع فى رواياته وكان هدفه تحسين أحوال الفقراء لذا اهتم بسرد مشاكل العمال والفلاحين المستأجرين فى رواياته...وتناول قضايا الفقراء والناس أثناء الحروب وفى فترة الكساد العظيم The great depression...
كان شتاينبك كاتبا لايشق له غبار فى تناول مشاكل الفقراء فى المجتمع وسرد مايحتاجه المهمشون فى العالم حيث ظهر ذلك جليا فى العديد من رواياته مثل (عن الفئران والرجال) وايضا (شرق عدن)التى تم تحويلها لفيلم أمريكى من بطولة جيمس دين ........
أما روايته الأشهر فهى( عناقيد الغضب)التى تناولت مشكلة عائلة تهاجر من أوكلاهوما الى كاليفورنيا أثناء الأزمة الإقتصادية فى ثلاثينيات القرن العشرين...وتوضح الرواية مشاكل المعدمين وتصور حياة المهمشين فى المجتمع وتسلط الضوء على احداث الأزمة الاقتصادية التى عصفت بالفقراء....
فاز شتاينبك عن رواية (عناقيد الغضب) بجائزة بوليتزر فى عام ١٩٤٠م.......
وتوجت مجهوداته فى الكتابة بالفوز بجائزة نوبل في الأدب فى عام ١٩٦٢م...وبعد ست سنوات بالتقريب وبالتحديد فى عام ١٩٦٨م أصيب بداء قصور فى القلب ثم توفى وكان قد أوصى بحرق جسده بعد وفاته........
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق