تعد مفارقة زينون او zino paradox من اهم المفارقات فى الفلسفة والرياضيات التى حيرت الفلاسفة وعلماء الرياضيات لفترة طويلة من الزمن وذلك نتيجة للتصور الخاطىء الذى راى بة زينون المكان والزمان....
زينون الايلى من المدرسة الايلية التى كانت تعتبر ان الوجود ثابت وان الحركة التى نراها فى الاشياء هى محض خداع وخطا حواس فاراد زينون ان يثبت ذلك بان اقام الحجة عن طريق القصة الشهيرة عن السباق بين السلحفاة واخيل الة العدو ..
وقال ان سواء السلحفاة متقدمة او اخيل يسبق فلن يصلوا ابدا الى خط نهاية السباق وذلك لان اذا قطعوا نصف المسافة فسيتبقى النصف واذا قطعوا نصف المسافة المتبقية سيتبقى الربع ثم الثمن ثم ..الخ وبما ان الاعداد النسبية لا تنتهى اذن لن يصلوا ابدا لخط النهاية ..
وكانت هذة حجتة عن المكان اما عن الزمان فطبق حجة السهم بنفس الكيفية ..
وحيرت هذة المفارقة العلماء لقرون عديدة ..وخطا زينون هنا هو الذى فرض علية هذا التصور للمكان والزمان وهذا الخطا هو انة تصور تفتيت المكان الى نقط لا نهاية لانقسامها وتصور تفتيت الزمان ايضا الى لحظات لا نهاية لانقسامها ..
اى انة تصور المكان والزمان كشىء مادى ملموس tangible ..مثل الورقة مثلا..اذا طويتها الى النصف ثم الربع ثم الثمن ..الخ فستظل تشغل حيزا من الفراغ مهما صغر هذا الحيز...اذن الخطا فى تصور المكان والزمان كشىء مادى ملموس وهو على العكس شىء معنوى غير ملموس..
والفيلسوف الالمانى ايمانويل كانت قال ان العقل هو الذى يفرض على الاشياء الكيفية التى يراها بها..فهل هذا يعنى ان بدلا من مفارقة زينون يجب ان نميل الى راى كانت ..لا ليس هذا ..لان العلم الحديث فى القرن العشرين يرى ان المادة تفرض على العقل الكيفية التى يرى بها الاشياء ..اى ان العقل قاصر ..
كما ان المكان ارتبط بالزمان فى النسبية مثلا..وذلك فى حساب موضع الشىء وحركتة..ولذلك اصبح ضروريا ان نمحى الفكرة القديمة عن المكان والزمان فى الفلسفة والعلوم على الاقل اذا كان محوها من الحياة اليومية غير متاح..وقد اوضح ارثر ادينجتون عالم الفيزياء فى كتابة طبيعة العالم المادى فكرتة عن الزمان انة خط مستقيم يسير من الماضى للحاضر ثم المستقبل وهو شىء غير واقعى غير ملموس.. وهذا بالطبع يفند ويثبت خطا تصور زينون الايلى فى مفارقتة الشهيرة...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق