اوسكار وايلد هو واحد من اشهر كتاب الادب الانجليزى فى القرن التاسع عشر واكثرهم اثارة للجدل ..ولد اوسكار وايلد فى دبلن ايرلندا لاب هو السير ويليام وايلد وام تدافع عن حقوق استقلال ايرلندا ..تخرج اوسكار وايلد من جامعة اوكسفورد لانة نال منحة للدراسة بها وكان يتميز وايلد بقراءتة للعديد من الكتب وثقافتة الواسعة ولذلك كان يفضل الانعزال والوحدة وقراءة كل ما يتسنى لة من الادب الاغريقى والشعر وغيرة.
وكان اوسكار وايلد متمردا على كل الاعراف والتقاليد والمجتمع الذى يعيش فية حتى ان مظهرة كان يشكل تمردا واضحا وشكلا ثوريا بملابسة الزاهية الالوان المختلفة والمتباينة تباينا واضحا..
فى عام ١٨٨٧م كتب قصة ( شبح كانترفيل) وبعد هذا بعام اصدر مجموعة قصص خيالية تحت عنوان ( الامير السعيد وقصص اخرى) وكتب ايضا ( مروحة اللايدى وندرمير)(lady wendermer fan) التى جسدت بطولتها فى فيلم مصرى اسمة امراتان الفنانة نيللى والفيلم ماخوذ عن الروايةتلك..وكتب وايلد روايات اخرى عديدة منها مثلا (the importance of being ernest) ( اهمية ان تكون ارنست) اما الرواية الاشهر لة والتى نحن بصدد الحديث عنها هنا هى (the picture of dorian gray) ( صورة دوريان جراي) ..
ولقد ادت هذة الرواية بما تضمنتة من خروج على العادات والتقاليد والمثل العليا الى استخدام خصومة اياها كدليل اثبات ضدة فى محاكم ( كوينز برى) الشهيرة ..
والسبب فى ذلك ان وايلد بعد ماكتب العديد من القصص واصبح اسما لامعا فى عالم الادب اطلق العنان لحريتة وكان الشهرة جعلتة انسانا مريضا فسهل لة بعض ضعاف النفوس والعقول طريق الرذيلة فانطلق ليحطم كل ماهو معروف من حدود الاخلاق والمجتمع واطلق العنان لغريزتة ..
فكانت النتيجة ان تم القبض علية وقدم للمحاكمة فى محاكم ( كوينزبرى) التى سبق وتكلمنا عليها .. وحكمت المحكمة علية بعامين مع الاشغال الشاقة ..
وشهدت ايامة فى السجن كنابتة لخطاب شهير وهو خطاب (de profundis) اى ( من الاعماق) بالفرنسية ..وكتبة لصديقة الفريد دوجلاس يحدثة عن العذابات والايام المؤلمة والوحدة التى يقضيها فى السجن..وبعد خروجة من السجن سافر الى فرنسا ليستقر فى باريس ويصيبة بعد ذلك التهاب الاذن الوسطى الذى ادى الى الحمى الشوكية فيتوفى على اثرة فى باريس فى عام ١٩٠٠ م ..وسواء اختلفنا ام اتفقنا على اوسكار وايلد فهو كاتب مفعم بالمشاعر والرومانسية على الرغم من خروجة على كل اعراف وتقاليد المجتمع .
اما رواية صورة دوريان جراي اشهر رواياتة على الاطلاق ..فانها تظهر خواص ادبة الفنية وهى كانت دليل ومحور الهجوم علية فى (كوينزبرى) وقد ذهب بعض مهاجمية الى اتهامة بالشذوذ..ومع ذلك تعتبر صورة دوريان جراي اجمل وابرع رواياتة واكثرها حبكة فى الصيغة الفنية فى اطار من الخيال والفانتازيا .......فدعونا نتحدث قليلا عن هذة الرواية الجميلة ادبا..
بادىء ذى بدىء اود ان اشير الى ان هذة الرواية يستشهد بها العالم المصرى الجليل د.محمد النشائى استاذ فيزياء الفلك فى حديثة عن الزمن وتاثيرة على الفيزياء واختلاف نظرة الزمن عند البرت اينشتين من ناحية وعند ستيفن هوكينج من ناحية اخرى ..
لذا فصورة دوريان جراي تكلمت عن الزمن بمنحى فلسفى عميق ..كما تكلمت بشكل اساسى عن ان الانسان يشبة الجبل الجليدى فى البحر ٨٠٪ تحت البحر غير ظاهر وهى الروح و٢٠٪ فوق البحر ظاهر وهى الشكل ..والناس تعمل على تجميل ال٢٠٪ وتنسى ال٨٠٪ ..فالرواية تحدثت عن فساد الروح وجمال الصورة.......
تحكى الرواية عن دوريان جراي وهو شاب منحة اللة جمال الشكل والوسامة مما ادهش بازيل وهو رسام فقرر ان يرسم لوحة تجسد جمالة المدهش وعندما انتهى من اللوحة انبهر بها دوريان جراي وهنا تبدا الفانتازيا التى يبدا بها وايلد رواياتة وينتهى بها ..فيتمنى دوريان جراي ان ينعكس كل مايصيبة من شيخوخة وكبر وهم وحزن على هذة اللوحة ولايصيبة هو فى وجهة او جسدة اى علامات للكبر و الشيخوخة والهم والنكد ..لانة يريد ان يظل شابا فتيا على الدوام..
وفى نوع من الفانتازيا تتحقق الامنية ..ويبدا دوريان جراي فى اغراء منصديقة اللورد هنري فى التمتع بكل ملذات الحياة وارتكاب الاثام..الاثم وراء الاثم..وكلما ارتكب اثما كانت اللوحة تزداد بشاعة وتسوء من سيء الى اسوا ..وعرف دوريان جراي ان امنيتة تحققت فازداد انغماسا فى ارتكاب الاثام و الاخطاء ..وقد نها بازيل اللورد هنرى عن تسهيل طريق الرذيلة لدوريان جراي ولكنة لم يستجب حتى ان دوريان جراي ارتكب جريمة القتل ضد صديقة المخلص بازيل الذى رسم لة اللوحة ..وقد قتلة فى نفس الحجرة المهجورة التى وضع بها اللوحة بعد ان ازدادت قبحا وبشاعة..وقد عزل دوريان جراي اللوحة فى هذة الحجرة المهجورة لما كانت تسببة لة من الما نفسيا وعذابا شديدا فهى كانت تعبر عما اقترفتة نفسم من اثام وما فى داخل نفسة من القبح الكرية المقرف..وعرف دوريان جراي كيف يخفى اثار جراىءمة كما اخفى اثار كثيرة اخرى قبلها...ولكنة لم يتحمل العذاب النفسي التى تسببة الصورة لة ..فيستل المدية ويهوي بها على اللوحة ليمزقها ..
وهنا ياتى دور الفانتازيا مرة اخرى لينهى بها وايلد روايتة ..فدوريان جراي يغرز المدية فى اللوحة ..لكنة فى الحقيقة يغرزها فى صدرة ويسقط قتيلا وقد ارتسم على وجهة كل علامات البشاعة والقبح التى كانت على اللوحة ..وتعود اللوحة جميلة فاتنة بما تحملة من ملامح وسيمة ومدهشة لهذا الشاب دوريان جراي..وهكذا كانت نهاية دوريان جراي ..
لقد قدم لنا اوسكار وايلد ملحمة ادبية بارعة عن فلسفة الزمن وفساد الروح وجمال الصورة..ويذهب بعض نقاد الادب الانجليزى ان شخصية اللورد هنري صديق دوريان جراي بها الكثير من شخصية اوسكار وايلد بما لة من طباع مستهترة واستمتاع بملذات الحياة دون الاعتراف بتقاليد وقيم مجتمعية انسانية ولا حتى الالتزام بحدود الاديان والاخلاق..فى النهاية اقول لقد كان اوسكار وايلد شخصا مثيرا للجدل ولكننا لا نستطيع ان ننكر بانة كاتب بارع بكل ما تحملة الكلمة من معان.................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق