من اعظم رواد الشعر العربى هما الملك الضليل امرؤ القيس وامير الشعراء احمد شوقي ولقد فرضا اسميهما على أكبر وأعظم شعر يقال فى العالم الاوهو الشعر العربى بحلاوته وسجعه وقافيته المحكمة وأيضاً جمال لغته وقواعده..ولم يفرضا اسميهما فقط بل احتلا المكانة العليا والخاصة فى الشعر العربى بموهبتهما الفذة وتحكمهما فى اللغة وامتلاك ناصيتها بكل براعة واحكام وموهبة بديعة..وهناك موقف لكل شاعر منهما يدل على روعة موهبته سيأتى ذكره فى حديثنا عنهما لاحقاً في هذه المقالة..........
امرؤ القيس:
يعتبر امرؤ القيس الرائد الاكبر فى الشعر الجاهلى حيث اسمعت اشعاره العالم الناطق بالعربية واستساغ حلاوة شعره كل محب للشعر..انه الملك الضليل امرؤ القيس...........
اطلق على امرؤ القيس الملك الضليل لانه ضيع ملك والده الذى كان ملكا فى الجزيرة العربية ولكن امرؤ القيس كان شخصية مستهترة وزير نساء وهذا لا يتعارض مع موهبته الفذة فى الشعر...........
امرؤ القيس بجانب موهبته الفذة التى جعلته واحد من سبعة شعراء كتبوا المعلقات نجد أنه لا يغلف تلك الموهبة بشخصية مستقيمة بل كان يعاقر الخمر ويزور مخادع واسرار النساء وقد كتب اشعار فى ذلك الموضوع بشكل يخدش الحياء..........
اسمه هو جندح بن حجر بن الحارث الكندى واشتهر بامرؤ القيس وقد ضيع ملك والده وعندما قتل والده ترك الخمر واتجه إلى الأخذ بالثأر وجمع القبائل ولكنهم خانوه فى آخر الأمر..وهناك موقف لا ينسى لامرؤ القيس يدل على موهبته الفذة التى لا يشق لها غبار حيث قال ونطق شعرا بليغا وهو يموت ويلفظ أنفاسه الأخيرة..إلى هذا الحد بلغت موهبته الكبيرة...حيث استنجد امرؤ القيس بملك الروم ليمده بجيش ليحارب المنذر إلا أنه يقال إن ملك الروم أهداه جبة مسممة ماان ارتداها امرؤ القيس حتى تسلل السم الزعاف إلى جسده و بعض الروايات الأخرى تقول إنه لم يمت هكذا بل مات بالجدرى..على أية حال قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة قال شعرا محكما بليغا نذكر منه هذا البيت:
أجارتنا إن الخطوب تنوب ..... وإني مقيم ما أقام عسيب
قال الشعر ثم مات ودفن فى أنقرة عاصمة تركيا الحالية.............
أحمد شوقى:
يعد أمير الشعراء احمد شوقي رائد كبير من رواد النهضة الأدبية والمسرحية والشعرية المصرية والعربية وقد كان له مسرحيات وروايات وأشعار كثيرة منها مجنون ليلى وقمبيز ومصرع كليوباترا كما جمعت أشعاره فى ديوان الشوقيات وقد كتب قصيدة نهج البردة فى مدح الرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ..كما كتب كتابا نثريا بعنوان أسواق الذهب حاول فيه محاكاة كتاب الزمخشرى اطواق الذهب....أحمد شوقى يعد شاعرا متميزا ذا موهبة كبيرة فذة لم تفقد السيطرة على ناصية اللغة بل طوعتها بسجع وقافية وطلاوة محكمة لتصوغ شعرا رائعا جميلا باللغة الفصحى استساغه الإنسان العادى قبل الشاعر ومحب الشعر.. أحمد شوقى درس بفرنسا وتاثر بالشاعر موليير ومن قبله بالشاعر العباسى ابو الطيب المتنبي.....
امتلك احمد شوقي ناصية اللغة وامسك بزمام الشعر البليغ بأحكام وقوة وقد بلغت موهبته مبلغا كبيرا وهناك موقف يوضح مدى وصول موهبته إلى حد فاقت معه جميع الحدود والتوقعات حيث يروى عن امير الشعراء أنه كان ذاهبا الى قصر الخديوى إسماعيل ليلقى قصيدة عن قناة السويس فى افتتاحها ولكنه عندما وصل إلى القصر لم تعجبه القصيدة التى كان قد كتبها فارتجل قصيدة كاملة من رأسه يقال انها من ما يقارب الثلاثمائة بيت شعرى..........وهذا يوضح مدى الموهبة العظيمة لأمير الشعراء احمد شوقي وبلاغته الواسعة وعقله المتفتح المنفتح على اللغة ومفرداتها وتنظيمها وأيضا قدرته الهائلة على نظم الشعر العربى البليغ بأحكام وقوة فى اى وقت واى مكان .............
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق