الجمعة، 16 أكتوبر 2020

علم الموسيقى.

 الموسيقى فن يؤدى الى سمو الروح والوجدان كما يبعث على التأمل في اشياء شتى من حولنا ناهيك على الشعور المتولد من الإستماع للموسيقى والسيمفونيات الراقية والتى تشعر وانت تستمع اليها انك تحلق فى اجواء واكوان بعيدة عن مكانك ولحظاتك الراهنة.......

تحلق بعيدا عن الكون وانت تستمع مثلا لل four seasonsلفيفالدى او مدام باترفلاى والبوهيمى لبوتشينى او زواج فيجارو لموتسارت او الدانوب الازرق لشتراوس او موسيقى كورساكوف وفيردى وتشايكوفسكى وبيتهوفن....وغيرها من السيمفونيات العذبة.....

ولكن هل يقتصر مفهوم الموسيقى على انها فن فقط...لا بالطبع...انها علم يقوم على اسس وقواعد علمية...كما ان لها علاقاتها المتعددة والمتشعبة كعلم مع العلوم الطبيعية كالفيزياء والكيمياء والفسيولوجى وغيرها من العلوم........

وعلم الموسيقى كما ذكرنا آنفاً له اسس وقواعد منها على سبيل المثال قواعد وقوانين مثل الهارمونى Harmonyواللحن المضاد والمقامات وغيرها الكثير من القواعد الذى يقوم عليها علم الموسيقى.....اما عن علاقة علم الموسيقى بالعلوم الطبيعية فهى علاقات كثيرة منها مثلا....ان اللحن الموسيقى بأنواعه المختلفة يتكون من ذبذبات متخلخلة تنتج الصوت الموسيقى وبالطبع فإن ذبذبات الصوت تقاس بوحدة الهرتز (ذبذبة فى الثانية)واذا زادت عدد الذبذبات زادت حدة الصوت والاذن تسمع تلك الذبذبات فى مدى من ٢٠حتى٢٠٠٠٠هرتز ..اى ماهو اقل من ٢٠ او اعلى من ٢٠٠٠٠هرتز لا تسمعه الاذن....

ومن العلاقات الموجودة بين علم الموسيقى والعلوم الطبيعية هى اجابة ذلك السؤال عن كيف يميز الانسان بسمعه بين الألحان الموسيقية المعزوفة بالات مختلفة ...اى كيف يميز بين صوت الجيتار والبيانو مثلا اذا عزفت تلك الالات نفس النغمة بنفس الذبذبة....

واجابة ذلك السؤال يوضح كيف تدخل علم فيزياء الصوت فى الموسيقى لتصبح العلاقة بينهم وطيدة وتؤثر على إخراج الألحان الموسيقية.....فعدد الذبذبات فى الثانية والتى تحدد الصوت ترتبط بطول الوتر المعزوف عليه اللحن ...وتلك الذبذبات تتركب من مزيج من الانغام رئيسية وثانوية..

الانغام الرئيسية تنتج من اهتزاز الوتر بالكامل اما الثانوية فتنتج من اهتزاز نصف الوتر عندما ينقسم ثم هناك انغام ثانوية اضعف من اهتزازثلث الوتر وهناك انغام اضعف من اهتزاز الربع ...الخ...

وعلم الموسيقى كما ذكرنا يقوم على عدة اسس منها علم الهارمونى ..والهارمونى والمقامات تقوم على هذا المزيج من الانغام الرئيسية والثانوية..ويمكن لاذن الإنسان ان تميز بين الألحان المختلفة والالات الموسيقية المختلفة عن طريق نسبة خلطة الانغام الثانوية التى تعزفها تلك الآلات....

والى هنا تكثر الامثلة على علاقة علم الموسيقى بالعلوم الطبيعية من الايقاع وعلاقته بالتجارب على حيوانات القردة وتجارب الام البديلة الى الانعكاس الشرطى تجاه لحن معين...

وهكذا يتضح ان هناك علاقة وطيدة وصلة لا تنقطع بين الموسيقى والعلوم الطبيعية....فالموسيقى ليست فقط فن وغذاء للروح وإشباع للاحساس والنفس والعقل..انما هى علم له قوانين وأسس كما له علاقاته المتشعبة مع غيره من العلوم الانسانية والطبيعية.................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق