الخميس، 8 أكتوبر 2020

الجينوم البشرى والDNA.

 مما لاشك فيه ان الاكتشاف المذهل لل DNA فتح بابا عريضا من ابواب الطب وعلم الهندسة الوراثية ولقد اكتشف ال DNA عالمان هما كريك وواطسون وتم منحهم جائزة نوبل فى الطب عام ١٩٦٢م نتيجة هذا الإكتشاف العظيم...لقد قاما هذان العالمان بتصميم نموذج الDNA ...وصمما هذا النموذج من السلك وكان يمثل جزئ الDNA..ويمثل النموذج درجات متتابعة عددها حوالى ٤بليون درجة ...وتنضم كل مائة الف درجة لتشكل الجينات بعدد يصل لعشرات الآلاف ..ومن ثم تتوزع الجينات على هيئة مجموعات تحملها الكروموسومات المكونة من ٢٣زوج ........ولكن ثورة الهندسة الوراثية والجينوم البشرى لم تبدأ فقط من إكتشاف ال DNA ولكن كانت هناك محاولات كثيرة ومضنية منذ زمن بعيد مرت بعلماء كثيرون واكتشافاتهم ...من مندل لتشارجاف لفرانسيس جالتون وغيرهم.......وبعد ان اجرى مندل  ابحاثه اكتشف علماء البيولوجيا ان نواة الخلية تحتوى على عدد من الاجزاء الخيطية يمكن صباغتها لتمميزها ودراستها ولذا فقد اسموها كروموسومات ...فكروم يعنى لون فى اشارة للصبغة.....وقال احد العلماء ان الكروموسومات تحتوى على العوامل الوراثية التى كان قد درسها مندل واجرى أبحاثه عليها.....وكان يحتاج العلماء لدراسة تلك الكروموسومات والعوامل الوراثية خصوصا بعد اكتشافهم ان بعض خواص العوامل الوراثية لا تتماشى مع قوانين مندل....وكانت ذبابة الفاكهة هى الاختيار الامثل لدراسة العوامل الوراثية بخلاياها... وذلك لأنها تتكاثر بكثرة هائلة وتتغذى على اشياء بسيطة....وقام فريق من علماء جامعة كاليفورنيا بدراسة تلك العوامل فى ذبابة الفاكهة....وقاموا بتزويج ذكور اصيلة حمراء العيون باناث اصيلة بيضاء العيون....علما بان لون العيون الاحمر هو الصفة السائدة....وكانت النتيجة كما يلى ٥٠٪اناث حمر العيون و٢٥٪ذكور احمر العيون و٢٥٪ذكور ابيض العيون....ولم يكن هناك انثى واحدة بيضاء العيون....ولذا فمن الممكن عمل خريطة للخواص الخاصة بكل كروموسوم.......وتمكن فريق جامعة كاليفورنيا من عمل خريطة للخواص الوراثية على كروموسومات ذبابة الفاكهة واسموها جينات....وخلص العلماء بعد ذلك الى ان معظم الخواص الوراثية تخضع لعدة جينات وليس جين واحد ....ولذلك فانها حالات معقدة لاتنطبق عليها قوانين الوراثة الخاصة بمندل....وحاول العلماء تغيير التركيب الجينى بالتاثير عليها بعوامل اخرى بلا طائل....حتى قام عالم يدعى مولر فى فريق جامعة كاليفورنيا بتعريض ذبابة الفاكهة لاشعة إكس ....فانتجت اعداد من الذباب بخصائص غريبة منها ذباب بدون اجنحة وبعيون غريبة والوان مختلفة....ونجحت عملية التغيير من الخصائص الوراثية والتركيب الجينى ونال مولر جائزة نوبل.......وبعد ذلك وصل العلماء الى ان ال DNA مكون اساسى فى تركيب الكروموسومات..ويتكون ال DNA من أربع قواعد هى ادينين وثايمين وسيتوزين وجوانين ... adenine, thymine, cytosine, guanine...ويعبر عنها بالحروف A,T,C,G....وبالاضافة لهذه المواد القاعدية الاربعة يوجد مادة سكرية فى تركيب الDNAبها خمس ذرات كربون ..وجزيئات المادة السكرية يربط بينها جزيئات الفوسفات......وبعدها قام العالمان كريك وواطسن بتصميم نموذج ال DNA نتيجة ابحاثهم عليه...وينتج التغير فى التركيب الجينى نتيجة التغير فى ترتيب المواد القاعدية فى درجات ال DNA..ومن امثلة ذلك تغير جزئ الهيموجلوبين ليصبح اكثر مقاومة للملاريا وذلك فى خلايا اجساد الأفارقة ولكنه يغير شكل قرص خلايا الدم الى شكل المنجل ...مما يسبب فقر الدم المنجلى..او الأنيميا المنجلية.....وبعدها بدات ثورة الجينوم البشرى فقد ايقن العلماء ان ترتيب المواد القاعدية الخاصة بال DNA هى التى تتحكم فى صناعة بروتينات الجسم .......وتمكن العلماء بعد ذلك من انتاج كميات كبيرة من الانسولين لعلاج مرضى السكر وذلك بتغيير التركيب الجينى لبكتيريا القولون لانتاج الانسولين ...وايضا تمكن العلماء من انتاج مادة الانترفيرون بكميات كبيرة وهى تعد علاجا لكثير من الأمراض الصعبة فى زماننا هذا.....ناهيك عن تمكن العلماء من اثبات النسب عن طريق تحليل ال DNAوايضاتشخيص الامراض والذهاب بعيدا فى ابحاث علاج مرض السرطان....وغيرها من نتائج تلك الثورة العلمية الكبيرة فى مجال الهندسة الوراثية والجينوم البشرى..........................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق