الجمعة، 24 مايو 2019

فيدور ديستوفسكي

ولد فيدور ديستوفسكي الكاتب الروسي العبقري فى عام ١٨٢١م وعاش مرحلة من العمر مداها ستون عاما فى الابداع والتاليف والكتابة وقطع تلك المرحلة على دروب من المكافحة والمعاناة..ليتوفى فى عام ١٨٨١م بعد حياة مملوءة بالاحداث والصراعات والبؤس والمعاناة..
ففى خلال تلك الستون عاما عرف ديستوفسكي الجوع والمعاناة وغرق فى الديون والقمار وذاق طعم التشرد والسجون وكافح المرض والفقر والصرع ولكنة حقق بعدها المجد الادبى والخلود الابداعي عن طريق كتاباتة ومؤلفاتة الخلاقة المبدعة التى اوصلتة الى طريق المجد ككاتب ذا فكر مبدع نير وحفرت اسمة فى التاريخ كواحد من اعظم ادباء روسيا والعالم..
لقد عاش ديستوفسكي فى عصر الادب الخالد للادباء الروس ..فقد بلغ الادب الروسي فى هذا العصر قمة القمم..واخترقت شهرة الادب الروسي الافاق وبلغت مدى كبير داخل روسيا وخارجها..وذاعت شهرة الادب الروسي المبدع فى كل مكان من ارجاء المعمورة..ولقيت كل الاعجاب والتقدير..
وكان ديستوفسكي احد هؤلاء العمالقة العظام فى الادب بل كان احسنهم وارسخهم قدما وابعدهم اثرا فى الحياة الادبية ..وكان زملاؤة الادباء حينذاك من امثال : ليو تولستوي و تورغينيف و انطون تشيكوف و غوغول و بوشكين ..الذين اسمعت اعمالهم الادبية الدنيا..واثرت فى كل انسان على وجة الارض..واخترقت كل الاماكن والابواب وفتحت القلوب والعقول لها لتنهل من هذا الادب السامى المبدع..اعمال ديستوفسكي كثيرة ..فقد كان يكتب ليسدد ديونة ..فقد تحمل ديون اخية برضاة ..ولذلك كان مهددا دوما بالسجن والضياع..
اما اهم اعمالة الادبية واكثرها خلودا وابداعا هى: الاخوة كارامازوف و الجريمة والعقاب و الساذج و الاباء والبنون ..
وكانت الاخوة كارامازوف هى اخر رواياتة العملاقة التى بلغت بة قمة المجد وجعلتة يتربع على عرش الرواية الروسية والعالمية ..وقد كتبها عام ١٨٧٨ م ثم نشرت متسلسلة عامى١٨٧٩ و ١٨٨٠م وتوفى ديستوفسكي فى العام التالى عام ١٨٨١ م..فى هذة الروايات الاربع يقف ديستوفسكي بين اعظم عمالقة الادب فى العالم فلدية القدرة الكبيرة على التحليل النفسي العميق البارع لاشخاص رواياتة حتى يكاد يقال انة هو من وضع اسس علم النفس الحديث دون ان يقصد ذلك..كان ديستوفسكي فى اعمالة الخالدة يغترف من داخل نفسة ومما حولة من تجاربة وخبراتة ومما قاساة فى حياتة ..
رواية الجريمة والعقاب وضعت بطريقة الاعترافات..وكان ديستوفسكي يفكر بكتابتها بهذا الاسلوب منذ ان مر بتجربة سجنة فى سجون سيبيريا وبعد ذلك عاد وحرق كل ما كتبة وكان قد كتب منها قسما كبيرا وبعد ذلك كتبها وغير اسلوب الرواية من صيغة المتكلم الى صيغة الغائب ..
وقد كتب الى شقيقة بعد خروجة من السجن يقول لة ان هذة الاعترافات ستثبت اسمى ككاتب عظيم وساضع فيها كل قلبي ..اما الاخوة كارامازوف التى تعتبر ابدع رواياتة وقمة ابداعة الادبى ..فقد كان ديستوفسكي عظيما فى تاليفها وفى التصور والتحليل النفسي لابطالة وفى سرعة الاحداث العنيفة التى صورها فى ابداع وجمال..
وميز ابطالة فى هذة الرواية باخلاق واشكال وميول مختلفة لكل بطل عن الباقى..ديستوفسكي كان ذا خيال مبدع غنيا بالتخيل كما كانت حياتة مملوءة بالخبرات والحوادث والفقر والسجن والفاقة والمعاناة وكان كفاحة ضد كل هذة الاحداث جديرا بالاحترام..
وكذلك كانت روسيا القيصرية  مجتمعا مملوء بالتناقضات والخيارات المتضادة ومن كل هذا استقى ديستوفسكي وابدع اعمالة العظيمة الخالدة ..لقد كان ديستوفسكي من اعظم الادباء الذين انجبتهم روسيا على الرغم من معاناتة وفقرة وديونة المتراكمة...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق