ممالاشك فيه أن هناك عالمان حاكمان لقوانين الفيزياء..وهما النسبية وميكانيكا الكم..النسبية ذات القوانين الواقعية التى لاتقبل القسمة على اثنين وتحكم العوالم الكبيرة جدا فى كوننا من كواكب ومجرات وخلافه.........
وميكانيكا الكم ذات قوانين الاحتمالات والتى تحكم الجسيمات الذرية ودون الذرية..........
ميكانيكا الكم ساهم فى نظرياتها علماء كثر على غرار ولفجانج بولى وايسيدور ايسك رابى وماكس بلانك وهايزنبرج وريتشارد فاينمان وغيرهم.........
وثبتت ميكانيكا الكم اوتادها الراسخة في الفيزياء والعلم حيث نتج عن حساباتها وقوانينها منجزات واختراعات ساهمت فى تقدم العلم ورفاهية البشر..........
من الأقمار الصناعية الى الإنترنت إلى الحواسيب المعقدة الضخمةالى...الى.....الخ............
حيث ان معظم انجازات وابتكارات التكنولوجيا الحديثة هى نتاج ميكانيكا وفيزياء الكم ومن تطبيقاتها العديدة..............
وعلى الرغم من تحقيق ميكانيكا الكم لهذا القدر من الاختراعات التطبيقية الا ان لها الكثير من الغرائب فى العلم التى جعلت مؤيدى مدرسة النسبية والذين ينتمون إليها يرفضون هذا الفرع من الفيزياء لان الفيزياء مهمتها فى اعتقادهم هى أن تعطى قوانين مؤكدة واقعية لتفسير الظواهر الطبيعية فى الكون لا أن تعطينا مجرد احتمالات................
وغرائب ميكانيكا الكم عديدة منها مسارات الجسيمات لريتشارد فاينمان والتى تعطى لمسار الجسيم الواحد عدة احتمالات يلاشى بعضها بعض حتى ينتج المسار الذى سار فيه الجسيم !..............
ومنها وعى التجربة لوجود من يراقبها حيث تختلف حركة الالكترون عند عدم مراقبته عن حركته عند وجود من يراقبه !.........
والكثير من غرائب ميكانيكا الكم التى مازالت تذهل وتحير العلماء حتى الآن..ولذلك اعترضت عليها مدرسة النسبية على الرغم من أن ألبرت اينشتاين كان أحد المساهمين في ميكانيكا الكم بنظريته وبحثه عن الانبعاث الكهروضوئي والتى فاز عنها بجائزة نوبل في الفيزياء في عام ١٩٢١م...............
أما المدرسة المؤيدة لميكانيكا الكم هى مدرسة أطلق عليها وقتها مدرسة كوبنهاجن حيث كان القائد واحد أهم المؤثرين فيها هو عالم الفيزياء الدانماركى الكبير نيلز بور...............
ولذلك فنتيجة اعتراض ونقد مدرسة النسبية لميكانيكا الكم فقد قام احد مؤيدى مدرسة النسبية وهو عالم الفيزياء الشهير ايروين شرودينجر بتجربة ذهنية خلقت انقساما فى عالم الفيزياء الا وهى تجربة قطة شرودينجر..............
حيث كان مفاد وملخص تلك التجربة أنه إذا قمنا بوضع قطة مع مادة مشعة فى صندوق ووضعنا ايضا معهم عداد جايجر متصل بمطرقة ستقوم بكسر زجاجة سم وضعت ايضا فى الصندوق وذلك إذا تحللت المادة المشعة وتحرك مؤشر عداد جايجر...........
إذن فإذا تحللت المادة المشعة سيكون نتيجتها أن زجاجة السم ستنكسر وتاكل القطة السم وتموت.........
ولكن لا احد يعلم متى ستتحلل المادة المشعة.........
لذلك لا احد يعلم هل القطة حية ام ميتة ما دام الصندوق مغلق..........
وهنا قال ايروين شرودينجر أن القطة حية وميتة ....وذلك تعبيرا عن احتمالات ميكانيكا الكم وبالأخص ظاهرة التراكب الكمى للالكترون.............
فتجربة قطة شرودينجر ما هى الا تجربة قام بها شرودينجر كمحاكاة فكرية للغرائب المذهلة لميكانيكا الكم............
ومع رفض اينشتاين لغرائب ميكانيكا الكم واقتناعة بان الكون يحكمه قانون فيزيائي موحد كانت ميكانيكا الكم تثبت قوانينها وتنجز تطبيقاتها وترسخ حساباتها كباب وفرع علمى هائل وعظيم فى العلم والفيزياء..........
وكما كان رأى مدرسة النسبية أن الفيزياء يجب أن تعطينا اجابات واقعية واضحة وقوانين مؤكدة...كان رد مدرسة كوبنهاجن أن لايهم ذلك طالما أن الحسابات تؤدى إلى تطبيقات فعالة ومنجزات حقيقية...........
كتابى الجديد.. دردشة عن الفكر والعلم.