الجمعة، 17 ديسمبر 2021

الفيزياء والتنجيم والتنبؤ بالمستقبل.

 حلم التنبؤ بالمستقبل هو حلم ظل يراود العلماء لفترة طويلة ..وليس العلماء فقط انما البشر عامة ارادوا ان يعرفوا المصير البشرى الى اين سيؤول..ولذا لجا البعض الى التنجيم.........

التنجيم عامة ينص على ان مصائر البشر على الارض لها علاقة بحركة الكواكب فى السماء وهذا المبدا يمكن اختبار صحته  من خطاه علميا.........

وفى الحقيقة هذا الفرض ان المستقبل البشرى على الارض له علاقة بحركة الكواكب فى السماء مرفوض دينيا لقول الرسول الكريم(كذب المنجمون ولو صدفوا)ومصائر البشر يقدرها الرحمن من فوق سبع سماوات وهذا الامر معروف لنا كلنا..........

كما ان المنجمين لا يحددون نبوءة يمكن اختبار صحتها اذ انهم يقولون نبوءات عامة مثل (ستتوطد علاقتك مع كذا)او (ستاخذ مكافاة مالية)..وبالتالى لايمكن اثبات خطا تلك الاقوال حيث انها عامة وليست محددة ولذا هم يتجنبون ان تكتشف عدم صحة اقوالهم فيلجاون للاقوال والتنبؤات العامة..................

الا ان التنجيم ايضا مرفوض علميا والفيزياء توضح لنا اسباب ذلك نظريا وتجريبيا ايضا.......

قد يكون التنجيم مقبولا فى العصور الوسطى عندما اعتقد الانسان ان الكواكب تدور حول الارض تبعا للمبدا الانسانى فى الفلسفة ولكن جاليليو اثبت ان الكواكب تدور حول الشمس مما ينفى الوضعية المتميزة لكوكب الارض...اذن لما تكون حياة البشر متعلقة بكواكب السماء.........

وعلماء الفيزياء يرفضون التنجيم لانه لايتماشى مع نظريات فيزيائية ثبت صحتها نظريا وتجريبيا حيث ان بعد اكتشاف نيوتن لقوانين الجاذبية والحركة ووضع القوانين الرياضية التى تحكم حركة الكواكب اصبح التنجيم بعيد كل البعد عن التصديق واصبح ايضا عبارة عن خرافات بعيدة عن العلم..........

ولكن فكرة التنبؤ بالمستقبل عن طريق العلم وليس التنجيم تم بعثها من جديد على يد بيير دى لابلاس العالم الفرنسى عندما وضع نظريته فى الحتمية العلمية scientific determinism...

حيث نصت النظرية على ان اذا استطعنا تحديد موضع وسرعة الجسيمات فى الكون بدقة فاننا نستطيع معرفة مستقبلها وايضا ماحدث فى ماضيها........

الا ان عندما تكون المعادلات تتناول اكثر من جسيمين يحدث فوضى او تشوها chaosوهى نظرية صاغها بوانكاريه وقال ان عندما تخفق اجنحة فراشة فى الصين فقد تحدث اعاصير فى امريكا وهو ما يعرف بتاثير الفراشة butterfly effect............

وهنا تكمن المشكلة حيث ان كل مرة تخفق الفراشة باجنحتها تكون العوامل مختلفة عن الخفقة الاولى ويكون الطقس مختلفا وهذا سببا رئيسيا فى ان  التنبؤات الجوية ليست موثوقة تمام الثقة............

ناهيك عن صياغة هايزنبرج لنظرية عدم اليقين او مبدا الشك uncertainty principle وهو احد الاعمدة الرئيسية لميكانيكا الكم والتى رسخت مبادئها كعلم فريد وثبتت صحة نظرياتها ...............

حيث اوضح هايزنبرج ان لا يمكن تحديد الموضع والسرعة للجسيمات بدقة متناهية معا حيث اذا حددنا الموضع بدقة متناهية تهبط نسبة تحديد السرعة وبالتالى لايمكن التنبؤ بالمستقبل...............

وميكانيكا الكم مكنت العلماء من معرفة وحساب كل شئ فى علوم كثيرة مثل الكيمياء والفيزياء والبيولوجيا الا اننا لايمكن ان نتنبا بسلوك الانسان فى المستقبل من المعادلات الرياضية........

والخلاصة انه لايمكن التنبؤ بالمستقبل البشرى بالعلم او بخرافات التنجيم.....وذلك رجوعا الى نظريات فيزيائية ثبتت صحتها ترفض التنجيم وايضا لا يمكنها التنبؤ بالمستقبل علميا تبعا لمعادلات رياضية.............

الحتمية وعدم اليقين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق