كيف نبصر.

ان فهم الكيفية التى تعمل بها العين فى ابصار الاشياء حولها يعد مطلبا علميا ملحا وواجبا من أجل أشياء كثيرة مثل تقدم العلم فى فهم حقيقة الابصار ومن ثم بناء تكنولوجيا تعوض البصر مثل الأدوات البصرية التى تفيد المكفوفين وغيرهم فى أن يبصروا العالم من حولهم..كما أن لهذا المجال والتقدم فيه ما ينعكس على مجالات علمية عديدة آخرى ويساعد على تقدمها أيضا....................ومنذ زمن طويل ربط العلماء بين الآلية التى تعمل بها الشبكية والدماغ فى الابصار وجهاز التلفاز..حيث توصلوا إلى أن الشىء المرئى يدخل إلى مجموعة من المستقبلات الضوئية فى الشبكية ويتم تحويل تلك الفوتونات الضوئية عن طريق المستقبلات إلى إشارات كهربية وبعد ذلك يتم إرسالها إلى الدماغ لمعالجتها وجعل الإنسان يبصر ويرى ..........ويتحول العالم من حولنا الى مشهد مرئى بوضوح تام.................
فهل هذه هى الكيفية التى يرى بها العين..وهل هذه حقا هى حقيقة الابصار؟.......
لقد توصل مجموعة من العلماء إلى رأى آخر فيما يخص الكيفية التى يتم بها الابصار....وتتلخص فى الاتى:
الشبكية فى العين تقوم بكم كبير من المعالجات وترسل مجموعة من التقديمات الجزئية إلى الدماغ لفك تعقيدها وتحليلها.......
وقد قام العلماء بالابحاث والتجارب على العيون والشبكيات لحيوانات مثل الأرانب والسلمندرحتى توصلوا إلى الإستنتاج السابق حيث تتكون شبكية العين في جزء منها من خلايا عصبية تسمى عصبونات تقوم بابعاث دستة من المسارات أو المستخلصات من المشهد المرئى حولنا....ويتمثل كل جانب من جوانب المشهد فى مسار من المسارات الذى تواصل الشبكية التقاطه وتحديثه وإرساله إلى الدماغ..................
وكل جانب من جوانب المشهد مثل حافة الاشياء اوحركتها فى المشهد وغيرها من الجوانب يمثله مسار من المسارات وهناك مسارات تنقل مايشبه الرسم التخطيط الاولى للمشهد.......كل ذلك ينقل عبر المسارات بواسطة مجموعة من ألياف العصب البصرة إلى الدماغ حيث يعالج الدماغ هذه المشاهد والمسارات بشكل أكثر تعقيدا ويقوم بتحليل كبير لهذه المسارات....................
وليس البصر هو الذى يعمل بتلك الكيفية وحده..إنما يعمل السمع بطريقة مشابهة أيضاً...فكل عصب سمعى يختص بمجال متفرد من طبقات الصوت مثله مثل المسارات والعصب البصري......ويقوم الدماغ بمعالجتها بعد ذلك ...................
جدير بالذكر أن كل جانب من جوانب المشهد فى حالة البصر يتم معالجتها فى جزء معين من الدماغ...فنجد اللون والشكل وغيرها من جوانب المشهد يتم معالجتها فى أماكن مختلفة من الدماغ..وبالتالى اى عجز فى اى منطقة من تلك المناطق يؤدى إلى فقد الإحساس والإدراك لصفة أو جانب من تلك الجوانب...................
لذا نجمل القول بأن عملية الابصار بدايتها تكون فيما يسميه العلماء Retinal moviesفى الشبكية ونهايتها فى الدماغ حيث المعالجة واتمام عملية الابصار..........
وهذا إن دل فإنه يدل على عظمة الخالق سبحانه وتعالى فى خلقه...وكلما تقدم العلم يكتشف الإنسان أنه ضئيل بمعرفته أمام الكونين بابداعهما ..الكون الكبير بسماواته واراضيه والكون الصغير وهو الإنسان..فقد أبدع الخالق سبحانه وتعالى الكونين فى أتم واكمل وامثل صورة...............