الخميس، 26 مارس 2020

معاناة كاتب the words

هل تشكل الكلمات عالمنا؟..هل يمكن ان تكون الكلمات الى هذا الحد مؤثرة تاثيرا بالغا فى حياتنا؟ ..الاجابة هى بلاشك نعم..وربما الكلمات تعنى اكثرمن ذلك بالنسبة للكاتب او الاديب..وهذا مايتناوله ذلك الفيلم الانسانى الرائع the words او الكلمات...الفيلم انتاج عام ٢٠١٠ومن بطولة برادلى كوبر وزوى سالدانا وجيرمى ايرونز ودينيس كوايد واوليفيا وايلد وغيرهم من الممثلين البارعين...الفيلم من اخراج وكتابة براين كلوجمان ولى سترينثال..ويقال انه يماثل رواية lila lila للكاتب مارتن سوتر والتى تناولها فيلم المانى بنفس عنوان الرواية فى ٢٠٠٩..بغض النظر عن تلك الاشكاليات ..الفيلم يعد تحفة فنية رائعة ذات جانب انسانى عميق..يتناول الفيلم معاناة الكاتب الذى لا تاتيه افكار لكتابة رواياته..وهو بذلك يعانى اشد معاناة لان ذلك سر نجاحه وهو يرى فى نفسه الموهبة الفذة..الا ان تلك العوائق التى تعيق وحى الكتابة والافكار لديه تبث السموم فى نفسه وتهز ثقته فى كونة ذا موهبة او ان فى المستقبل سيكون له شأن ككاتب مرموق..انها الكلمات التى لا تاتى..الكلمات التى لا تنساب فى سلاسة من عقلك الى القلم فيخطها فى رواية مفعمة بالخيالات والانسانية..ويالها من معاناة ..الا ان ذلك الكاتب الذى يجسد دوره برادلى كوبر يجد رواية مكتوبة منذ زمن موضوعة فى حقيبة اشتراها ولا يعلم اسم كاتب تلك الرواية ..ويجدها رواية غاية فى الروعة ..وربما وجدها عبرت عن ما لم يستطع ان يقوله ويكتبه..وادرك انه لم يكن ليمتلك موهبة كتلك التى يمتلكها الكاتب المجهول لتلك الرواية ..موهبة الكتابة والكلمات..انها الكلمات..ولم يكن يعرف القصة وراء تلك الكلمات ..او الاحداث التى دفعت ذلك الكاتب المجهول ليكتب تلك الرواية..ربما هى الاحزان التى ساقت الكلمات..ربما موت ابنته الطفلة ..ربما فراق زوجته..لم يبق لهذا الكاتب الا الكلمات..وربما فضل هو الكلمات على بدأ حياة جديدة مع زوجته بعد موت ابنتهما..لم ينسى موت ابنته..ولم ينسى ضياع كلماته او روايته ليجدها كاتب اخر يعانى من ضحالة الافكار ليشق طريقه فى عالم الكتابة..دائما هى الكلمات..التى لا تجدها اوتجدها فتفقدها..وبعد ذلك تنجح الرواية ليس باسم كاتبها الحقيقى ولكن من وجدها..وتنجح نجاحا ساحقا..يعود بالنفع على كاتبها الزائف..وذلك حتى يقابل كاتبها الحقيقى بعد ان كبر واصبح طاعنا فى السن..تلك المواجهة..من اجمل واروع مشاهد الفيلم بين برادلى كوبر وجيرمى ايرونز ذلك الممثل البارع المخضرم..الذى يقول لبرادلى كوبر انه يريد توقيعه فيبحث برادلى عن قلم فيقول له ايرونز بسخرية عبارته الشهيرة التى تلخص كل تلك الكلمات التى قيلت ولم تقال...(كاتب بلا قلم)..فيرد عليه كوبر باحراج (انه يوم القراءة وليس الكتابة)..ويبدا ايرونز فى التحدث ويحكى حكايته..الحكاية التى هى وراء تلك الكلمات...ويدرك كوبر او مايجسده كوبر من شخصية ذلك الكاتب الزائف رورى جنسن..انه ارتكب ذلك الذنب الاثم..سرقة الكلمات ..الكلمات التى تلخص حياة انسان اخر..ويالها من خطيئة..ويريد ان يصلح خطأه ..فيعرض على ذلك الرجل العجوز ..الكاتب الحقيقى ..ان يعرف الناس الحقيقة..ويرفض الرجل العجوز ذلك الامر وقال له انه بهذا اى رورى جنسن يضيع حياته ونفسه وهو لا يريد ذلك..انه قدره ان يتعايش مع اخطائه..انه سمح للكلمات بان تفقده اعز حب له ..زوجته..ربما وجد فى الكلمات سلواه ..بعد وفاة ابنته.. وبدلا من ان يرمم علاقته مع زوجته الحزينة لفقدان ابنتها..سمح للكلمات ان تظل عائقا..الكلمات..التى افقدت كاتب انسانيته وامانته الادبية لياخذ حق ليس حقه ..الكلمات التى اعطت كاتب نجاحا ساحقا ليس له..والكلمات التى افسدت حياة كاتب اخر..ليعيش بين حطام الذكريات البائسة..انه فيلم انسانى رائع يعبر عن معاناة شديدة فى ايجاد وحى الكتابة وايضا معاناة الضمير الادبى لكاتب ادرك ان هذا النجاح ليس من حقه..التمثيل رائع فى الفيلم لكل ابطاله..العمق التمثيلى لجيرمى ايرونز والعفوية لبرادلى كوبر وروعة الاداء لدينيس كويد..انه فيلم رائع بحق..ناهيك عن السيناريو المبدع والاخراج الرائع لكلوجمان وسترينثال...فيلم انسانى من الطراز الرفيع..يعيدنا الى تلك السينما البديعة التى ترقى باحاسيسنا رقى كامل وتترك اثرها فى نفوسنا .............

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق