فى نهايات القرن التاسع عشر وبعد اكتشافات علمية كثيرة وايضا بعد تأصل فكرة الاثير والوسط الساكن المطلق الذى ينتشر فى جنبات الكون...اعتقد العلماء أنهم بصدد رسم وصف مثالى ودقيق للكون وفهم ماهيته وحقيقته............
ولكن كانت هناك نقطة تعترض هذا الوصف وهى خاصة بالاثير..فالعلماء كانوا يريدون فهم الخواص المرنة للاثير لكى يكتمل الوصف او نظرية الوصف الكامل للكون ....ولكن بدأت المشاكل التى تعترض فكرة وجود الاثير أصلا...وأهم تلك المشاكل والتناقضات التى تدحض فكرة الاثير هى سرعة الضوء..............
فإذا كان الشخص يتحرك مع الضوء من خلال الاثير فى نفس الاتجاه فستبدو سرعة الضوء أبطأ مما لوكان يتحرك فى اتجاه معاكس لشعاع الضوء...........
وأجرى علماء الفيزياء مجموعة من التجارب باءت كلها بالفشل فى دعم هذه الفرضية وبالتالى يمكن أن تفشل فكرة وجود الاثير ولا تصمد أمام التناقضات.....وهكذا يتم دحض فكرة الاثير وتكون فرضية وهمية لاوجود لها على الإطلاق..............
إلا أن عالما الفيزياء ميكلسون ومورلى تصديا لتجربة بغرض اثبات وجود الاثير وكانا من المصدقين لفكرة الاثير ويعتقدوا بوجوده...وكانت التجربة هى قياس سرعة الضوء عن طريق شعاعين متعامدين شبيهة بتحرك كوكب الارض حول محورها وحول الشمس ...لذا فالجهاز المستخدم سيتحرك بسرعتين مختلفتين خلال الاثير .....إلا أن التجربة أسفرت عن عدم وجود أى فرق بين السرعتين............
وهذا إن دل فإنه يدل على أن سرعة الضوء ثابتة بغض النظر عن سرعة الشخص الذى يتحرك مع الضوء وفى اتجاهه أو اتجاه مضاد.............
كانت هذه التجربة كفيلة بالقاء الشبهة على وجود الاثير فعلا.....وتم هزيمة فرضية الاثير فعليا عندما كتب البرت اينشتاين فرضياته فى نظرية النسبية الخاصة فى عام 1905م..........
افترض اينشتاين أن الحركات النسبية هى الأصل وان سرعة الضوء هى الثابت المطلق الوحيد فى الكون وان القوانين الفيزيائية واحدة لكل المراقبين المتحركين ..........
وبهذا انتهت فكرة الاثير من قاموس الفيزياء..وتم ذهابها إلى غير رجعة........
واتفقت فرضيات النظرية النسبية الخاصة مع قوانين الكهرباء والمغناطيسية ومع العديد من مسلمات الفيزياء الاانها اختلفت مع بعض فرضيات قوانين الجاذبية والميكانيكا الكلاسيكية لايزاك نيوتن.............
حيث نصت قوانين نيوتن أن المادة اساس الجاذبية وإذا تغير توزيع المادة فى أنحاء الكون ستتغير تبعا لذلك الجاذبية فى أنحاء الكون مما يخول للشخص أن يرسل إشارات اسرع من سرعة الضوء وهذه الفرضية مستحيلة فى النسبية الخاصة حيث يتحول اى جسم اقتربت سرعته من سرعة الضوء أو تجاوزتها إلى طاقة...............
الاان هذه العقبة التى تعترض النسبية الخاصة أدت إلى ابتكار البرت اينشتاين لفكرة الزمكان المنحنى بفعل الجاذبية وعلاقة العجلة بالجاذبية........وأدى ذلك إلى بلورة تلك الأفكار فى نظرية النسبية العامة فى عام 1915م................
نستنتج من هذا الطرح السابق أن النظرية النسبية الخاصة دحضت فكرة الاثير دحضا مطلقا وايضا فكرة الزمان المطلق...فكل شئ نسبى ماعدا سرعة الضوء....وكانت التناقضات التى تعترض فكرة وفرضية الاثير من أهم الأسباب التي أدت إلى بلورة أفكار النسبية الخاصة وابتكار وصياغة البرت اينشتاين لنصوصها وفرضياتها ببراعة تامة.............